محمد الثبيتي
محمد الثبيتي
صالح الأشقر
صالح الأشقر
-A +A
علي الرباعي (الباحة)
Al_ARobai@

لم يعد مطلب إنشاء صندوق للأدباء بذات الوهج الذي بدأت به مجلة الرائد عام 1960، ثم ضمنه مؤتمر الأدباء الأول في مكة المكرمة عام 1974 بتوصياته. واستمر المعنيون بهذا «الهم» يكررون المطالب ويجترون التطلع مع كل مأساة تلحق بأديب أو مثقف خصوصاً الشاعر محمد الثبيتي الذي تكالبت عليه ظروف مأساوية في آخر أيامه، والقاص صالح الأشقر الذي غادر الدنيا متأبطاً وجعه.


ويؤكد عضو مجلس الشورى السابق محمد رضا نصر الله في شهادته لـ«عكاظ» أن صندوق الأدباء من المواضيع التي تمت مناقشتها طويلاً في مناسبات عدة وتحت «قبة الشورى»، مؤملاً أن يرى الصندوق النور قريباً من خلال هيئة الثقافة المعتمدة حديثاً.

ويشبه الكاتب محمد السحيمي في حديثه إلى «عكاظ» صندوق الأدباء بـ «الصندوق الأسود» ابتلعه أحد محيطات الـ«لا مبالاة» إثر تحطم طائرة الآمال والتطلعات، فيما أوضح القاص محمد المنصور الشقحا أن فكرة إيجاد صندوق الأدباء مطلب إنساني قائم على أن المبدع يعيش الكفاف، لافتاً إلى أن نادي الطائف الأدبي في العام الثاني لتأسيسه أنشأ صندوق الأدباء من وفر الميزانية المعتمدة له من الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك إضافةً إلى ريع مطبوعات أعضاء النادي وكانت النواة عشرة آلاف ريال قيمة نسخ من مجموعته القصصية.

وأكد تنامي الصندوق إلا أنه لم يتقدم أحد للاستفادة من هدفه الذي جاء وفق نظام اعتمده مجلس الإدارة وباركه الرئيس العام لرعاية الشباب إبان إدارة راشد الحمدان، مضيفاً «ثم صدرت توجيهات بإلغائه، والمثقف والأديب اليوم بحاجه إلى صندوق الأدباء تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام وتكون له ميزانية خاصة لمد يد العون للمبدع لتجاوز سغب الحياة وشغبها في كل مراحل الحياة دعمه كمنتج ودعمه عند التفرغ ومساعدته عند المرض».

فيما أكد المسرحي محمد ربيع الغامدي أن الأديب سادن وجدان الأمة والمشتغل بالثقافة أمين على وعيها، مضيفاً «وهم (الأدباء) من وجهة نظري مثل القائمين على ثغور الأمة وعلى مصالحها، ولذلك تجدهم في شغل عن مصالحهم الشخصية، بعيدين عن التكسب، وحتى لو حاولوا فإن نزعة خفية في داخلهم تعطل ذلك، وهم قادرون على تدبير شأنهم وشؤون ذويهم مادامت فيهم قدرة، لكنهم إذا عجزوا لمرض أو شيخوخة احتاجوا أكثر من غيرهم للعون، وهذا هو سر المطالبة بصندوق يدعمهم، يقيل عثرتهم ويحدب على شيخوختهم».

العاصم: الصندوق على طاولة العواد

كشف وكيل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالرحمن العاصم لـ«عكاظ» عن اهتمام وتحمس الوزير الجديد الدكتور عواد العواد بكل شؤون وشجون المثقفين، مشيراً إلى أن صندوق الأدباء بين يديه وعلى طاولته، إذ «كلّف فريق عمله في الوزارة بجمع كل المراسلات والمكاتبات والمطالبات ومراجعة ما تم إنفاذه وما لم يتم ورفعها له»، مبدياً التفاؤل بتحقيق أمنية المثقفين قريباً واعتماد صندوق الأدباء كونهم محل عناية واهتمام الدولة.

ولم يخفي الإعلامي عبدالهادي السعدي صدمته «عندما أسمع باستغاثة كاتب أو شاعر»، موضحاً أن الأديب كائن عفيف وصبور ويتحامل على نفسه برباطة جأش ولا يطلق استغاثته إلا عندما يفقد توازنه من العوز وقلة ذات اليد، مبدياً أسفه أن مثقفين يعانون ومنهم من رحل ووجعه في داخله، ومنهم القاص صالح الأشقر.